كنيسة المسيح – القدس هي أقدم موطن للبروتستانت في الشرق الأوسط. أتينا إلى القدس في العام 1823 وأنشأنا العديد من الكنائس والمدارس والمستشفيات و وِرش العمل والمزارع وغيرها الكثير، كل هذا بهدف إظهار محبة المسيح لجميع شعوب المنطقة. شُيّدت كنيسة المسيح لتكون منزلا روحيًا لتلاميذ يسوع اليهود، وفي نفس الوقت أنشأنا كنيسة ناطقة باللغة العربية بداية في القدس ومن ثم في جميع أنحاء الدولة. كانت هذه بداية الوجود الأنجليكاني في المنطقة والذي سرعان ما امتد إلى إيران والعراق وتركيا وسوريا ولبنان وشمال إفريقيا وإثيوبيا وغيرها. تضم كنيستنا اليوم العديد من الفلسطينيين والإسرائيليين وعدد كبير من افراد دول العالم الذين يعتبرون القدس بيتهم. نجتمع أسبوعيا ونمجد الرب باللغة الإنجليزية والعربية والعبرية. نصلي يومياً من أجل سلام القدس ونعمل بطرق عملية لمساعدة المحتاجين وبناء جسور من التفاهم بين الفئات المختلفة في مدينتنا.

نؤمن أنه يجب علينا ممارسة إيماننا المسيحي على مبدأ كون يسوع رجلاً يهوديًا من الشرق الاوسط. ونرفض فكرة أن تكون الديانة المسيحية مستوردة من الغرب ونؤمن أن المسيحية هي طريقة حياة متأصلة بجذورها وقد جلبت البركة والمعنى الحقيقي لمليارات البشر على مدى الألفي سنة الماضية. نحن مقتنعون بحقيقة سعينا الى العيش المشترك وفقًا لتعاليم ومُثل يسوع المسيح القادرة على أن تُغير عالمنا للأفضل وتحجب قدرًا هائلاً من المعاناة والشر.

وبالتالي فإن أملنا ككنيسة لا يتمثل في العالم وحده وإنما رجاؤنا في المنطقة التي نعيش فيها على وجه التحديد. نأخذ إلهامنا وإرشادنا من رؤية للنبي العظيم اشعياء، الذي تنبأ عن اليوم الذي تتصالح فيه دول الشرق الأوسط وتعبد الله الحي معًا، هذه التي كانت فيما مضى عدوة لبعضها البعض.

إشعياء 19: 23-25

في ذلك اليوم سيكون هناك طريق واضح من مصر إلى آشور. فيذهب الآشوريون إلى مصر ويذهب المصريون إلى أشور. سوف يتعبد المصريون والآشوريون معًا. في ذلك اليوم ستكون إسرائيل هي الثالثة، إلى جانب مصر وآشور، بركة على الأرض. سيباركهم الرب القدير ويقول: "مبارك شعبي مصر، وأشور صنع يدي، وميراثي إسرائيل".

نبوءة النبي اشعياء ليست حدثا للمستقبل إذ نعتقد أنها يمكن أن تكون طريقة بديلة للحياة في منطقتنا اليوم. حاليا نحن بالفعل نشهد شيئًا من تحقيق هذا الواقع الجديد في القدس وفي مناطق عدة من الشرق الأوسط. فالعديد من المؤمنين من المغرب وصولا الى إيران يجتمعون بانتظام للعبادة معًا وإيجاد طرق لدعم بعضهم البعض.

إنه وبقوة الروح القدس وعمل فداء يسوع الناصري (الذي غفر لنا حتى نتمكن من مسامحة الآخرين) يمكننا الارتقاء فوق الاختلافات العرقية والسياسية وأن نتعلم محبة جيراننا ومحبة أعدائنا.

هذه هي الرؤية والأمل التي تُلهم وتُحفز هذا البث: أي ان تصبح منطقتنا مرة أخرى بركة ونعمة لجميع شعوب العالم كلما تعبدنا معًا.