الله ملك حياتي

يُعلمنا الكتاب المُقدس أنَّ الله هو مصدر وينبوع الحياة، وهو خالق الأشياء وحافظها. ومن صفات الله الحب، العدل، الرحمة والأمانة. يُخبرنا الإنجيل المُقدس أنَّ الله في تفاعل دائم وحيوي مع خليقته، فهو يدعوهم إلى التوبة وتسليم أنفسهم إليه حتى يَحظوا بالمجد الأبدي.

الله بحسب الكتاب المُقدس، هو الذي يسعى للتواصل والحوار مع الإنسان، بهدف أن يَرُدَّ الإنسان إلى حُضنه، وهو الذي يطلب من الإنسان أن يُسلم نفسه إلى مشيئته وإرادته، والله بدوره وبشكل تدريجي يُغير الإنسان ويُعيد تشكيله وتنظيم حياته كي يُصبح كما يريده الله. فإله الديانة المسيحية إله حوار وإقناع، وهو الذي يسعى في كل الأوقات كي نُغير حياتنا ونتوجه إلى الخلاص والاتحاد معه.

نقرأ في إنجيل متى ٦: ١٣ "وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لَكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ. لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ وَالْقُوَّةَ وَالْمَجْدَ إِلَى الأَبَدِ". عبارة "لأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ" هي إعتراف بمُلك الله الحقيقي على كل شيء، وهو إعترافنا بأننا في مُلكيته. وهو الذي خلصنا من الهلاك الأبدي، وخلصنا من خطايانا بذبيحة إبنه يسوع المسيح الذي اشترانا لأبيه.

يقول أبناء قورح في مزمور ٤٧: ٦-٨ أنَّ الله ملك الأرض كلها. فالله هو الحاكم وعلينا أن نصيح بحمده. لكن لسوء الحظ، نحن كثيراً ما نبحث عن ملكٍ غير الله. مثلنا تماماً، طلب بنو إسرائيل ملكاً يحكمهم - واحد من بين إخوتهم، لكنَّ الله غيَّر مسار طلبهم الأرضي لملك إسرائيل وأعطانا الملك السماوي. جاء الرب يسوع المسيح إلى الأرض وجلس على عرش داود متمماً إرادة الله على شعبه، ومُخلصا لكل من يدعوه رباً ومخلصاً على حياته، وفاتحاً باب السماء، ووسيطاً وشفيعاً لنا نحن المؤمنين بإسمه القدوس.

نقرأ في إنجيل يوحنا ١٩: ١٩ "يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ مَلِكُ الْيَهُودِ" نعم إنه الملك، ولكن ليس ملك اليهود وحدهم، بل ملك العالم كله كما ورد في سفر الرؤيا ١٩: ١٦ "وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ: «مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ»" فالمسيح هو ملك ملوك الأرض وهو الصالح الوحيد، ورب الأرباب، وله وحده عدم الموت، يسكن في النور الأبدي، له كل المجد والإكرام إلى الأبد. فيسوع هو الأول والآخر، البداية والنهاية وله كل شيء ومن أجله جُعِلَ كل شيء وهو الخلاص والحياة الأبدية.

الإنسان الروحي هو الذي يجعل الله في المرتبة الأولى من حياته دائماً، ولا يسمح لإحتياجاته أو اهتماماته أن تأخذ الأولوية، فمحبة الله هي الأهم. ونجد هذا في مقولة الرب يسوع: "مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (متى ١٠: ٣٧)

بقلم جوزيف ك.

Previous
Previous

مثل الملك والقرية

Next
Next

وعود الله حول التوبة