مثل الملك والقرية

من هو الله؟ كيف يبدو؟ وماذا ينتظر منا؟

هذه الأسئلة وغيرها تم توضيحها وتفسيرها من العبرانيين القُدماء من خلال قصص وأمثال شعبية متداولة.

واجهت هذه القصص القصيرة صعوبة في تفسير الحقائق الروحية، لكنها أصبحت مفهومة وواضحة من خلال استخدام أمثلة واقعية من الحياة اليومية.

قليلاً من الأمثال وُجِدت في الكتاب المقدس العبري، لكن مع تطور هذا النوع من الكتابة، تم العثور على العديد من الأمثال في مصادر عبرية مختلفة. أما في العهد الجديد من الكتاب المُقدس، فإننا نجد أنَّ يسوع هو المُتميز في سَردْ الأمثال. ومع أنَّ جميع الأمثال رويت باللغة العبرية، إلا أنَّ الأحداث والشخصيات التي تمَّ الحديث عنها ليست يهودية على وجه التحديد (فنادراً ما يذكُر الإنجيل في روايته للأمثال شيئاً عن معبد القدس أو المعابد اليهودية أو الحاخامات). بدلاً من ذلك، نجد قصصاً وأمثال من العالم المحيط باليهودية، وتتكلم هذه الأمثال عن الملوك، أصحاب الأراضي، الرعاة والعُمال. وتحوي أحداث مثل أعياد الزفاف، والحياة الزراعية، وصيد الأسماك وغيرها.

أحد هذه الأمثال القديمة والموجودة في النص العبري (المدراش - كلمة عبرية تعني كتُب تفسير) تمَّ سردها رداً على السؤال التالي: لماذا لم يعطنا الله الوصايا العشر عندما كنا في أرض مصر؟ ولماذا إنتظر الله حتى وصلنا إلى صحراء سيناء؟ الجواب موجود في المثال التالي: في أحد الأيام كان هناك مَلِكٌ ذَهَبَ إلى قرية وطلب من الناس السماح له بتولي الحكم عليهم، لكن أهل القرية لا يعرفونه فقالوا له "لا نقبلك"، فذهب الملك وبنى في القرية سوراً للحماية، وحفر لهم بئراً أفضل من البئر الموجود، وقمع أعدائهم في القرية المجاورة. ثم رجع الملك ثانية إلى القرية وسأل مرة أخرى إذا كان بإمكانه أن يتولى الحكم عليهم؟ في هذه المرة قَبِل أبناء القرية بسرور وأجابوه "نعم".

هذه القصة البسيطة تشرح شيئاً مهماً عن شخصية الله. أولاً، الله يتدخل في حياتنا بلطف ووداعة من خلال الفداء والبركة والإعالة لنا، ومن ثم يطلب أن يحكمنا. ونحن على مثال هؤلاء القرويين، لا يمكننا فعل شيء يستحق أن نطلب من خلاله لطف الله، ولكنَّ ما يمكننا فعله هو أن نُعبّر عن إمتناننا، وأن نُسلّم أنفُسنا له، مع العلم أنَّ لديه أفضل النوايا تجاهنا، نحن لا نُسلّم أنفسنا إليه بدافع الخوف، بل إستجابة لمحبته لنا.

بقلم جوزيف ك.

Previous
Previous

ميلاد المسيح

Next
Next

الله ملك حياتي