أعظم حب

ليس حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه.

نطق السيد المسيح بهذا الإعلان الرائع والسامي، والأروع والأسمى من ذلك أنَّه عاش هذا الإعلان عندما طبّقه في حياته على الأرض، فهو هو الذي بذل نفسه لأجل البشر، كل البشر، بموته وقيامته من بين الأموات، ففي موته أعطانا حياة وبجروحات صليبه وهبنا الشفاء من داء الخطيئة والهلاك.

يقول الكتاب المقدس أنَّه هكذا أحب الله العالم، حتى بذل إبنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.

هناك قصةً حقيقية حدثت مؤخراً في البلاد، عندما دخلت فتاة شابة لتسبح في أحد شطوط الشمال، وبما أنَّ البحر كان هائجاً ابتدأت الفتاة في الغرق، فقام والدها مسرعاً لإنقاذها دون أن يتباطأ او يفكر مرتين، وفعلاً أستطاع هذا الأب المخلص والوفي والمحب أن ينقذ ابنته الغالية من الموت، ولكن وللأسف فقد غرق هو بنفسه واخذته يد المنية القاسية من إبنته التي انقذها ومن عائلته التي أحبها وأحبته كثيراً.

أخي وأختي الأحباء، إذا كان هذا الأب الحنون والمخلص والوفي والمحب قد ضحّى بحياته كي ينقذ إبنته الغالية على قلبه من فرط محبته لها، فكم وكم هي عظيمة محبة الله لأولاده وخليقته! ومحبته لكل العالم أجمعين، الغالية جداً على قلبه. الله الذي بذل نفسه، أخذ صورة عبدٍ وصائراً في شبه الناس، وإذ وُجد في هيئة إنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب، لذلك رفعه الله وأعطاه أسماً يفوق كل الأسماء، لكي تجثو بإسم يسوع كل ركبةٍ ممّن في السماء وعلى الأرض ومن تحت الأرض، ويعترف كل لسان أنَّ يسوع المسيح هو ربٍ لمجد الله الآب.

إذا كان الله قد عمل كل هذا العمل بتجسده في المسيح لأجل كل العالم، فلماذا لا نقبل عمله وتضحيته ومحبته في حياتنا؟! فننال الخلاص والفداء وننجو من الهلاك بمحبة الله الفائقة المعرّفة في المسيح يسوع.

الأخ عصام عودة

درس الحقوق في الجامعة العبرية ويعمل اليوم كمحام. درس اللاهوت في كلية الجليل بالناصرة وهو عضو وخادم في الكنيسة الإنجيلية المعمدانية في كفرياسيف. كتب العديد من المقالات في عدة مواقع مسيحية

Next
Next

يسوع في البرِّيَّة