الشُكر في حياة المؤمن

الشُكر هو أن نُقدم المديح والتسبيح والعرفان لإلهنا لاستجابة طلباتنا في الأوقات التي حددها لنا، حتى وإن كنّا غير صادقين في توبتنا وغير آمينين على وعودنا

إننا نشكر الله دائما لأنه يستُر عيوبنا التي لا تخفى عليه، فالله آب حنون لا يريدنا أن نظهر عيوبنا امام الناس فنصبح في نظرهم مذلّة (2 صموئيل 24: 14)، فالله القُدّوس يرى كل عيوبنا ويعرفنا ولا يريد مذلتنا او أذِيتنا، فهو يتحملنا ويدعونا إلى التوبة الدائمة والإعتراف بكل خطايانا

الله يُعيننا في كل أمور حياتنا، إذ أننا ضُعفاء لا نستطيع فعل شيئاً دون معونة الله (يو 15: 5)، ويجب أن نُدرك أنَّ الله لا يُحب أن نتكل على احد سواه (إرمياء 17: 5) لذلك يجب أن نعطيه كل المجد في حياتنا 

والله بدوره يحفظنا ويحمينا (أمثال 18: 10) فنحن نسعى للإحتماء بالله كما يركض الطفل الصغير للاختباء عند ذويه. الرب يحفظنا ويرعانا لأنه الراعي الصالح (يو 10: 11) والاب الحنون. فلنتجه اليه ونقف بثبات أمامه ونشكره واثقين أنَّه لن يلقينا خارجاً (يو 6: 37) وهو سيرأف بحالنا كما يرأف الآب على أبنائه (مزمور 103: 10-13) ويُشفق علينا ويرحمنا ويسير معنا الى حياة جديدة مقدسة ومباركة بإسم يسوع المخلص  

لعلّ أفضل مثال على صلاة الشكر ما جاء في سفر يونان والذي يتناسب مع مفهوم الرحمة والغفران ومع ما قام به أهل نينوى آنذاك من تسامح وأعمال رحمة وصيام وغيرها من التقويات التي جعلت إلهنا المُحب يُشفِق عليهم لدرجة تغيير رأيه بالكامل عما وعد به النبي  يونان، من إهلاك المدينة إلى إحياء المدينة من جديد "أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ!" (يونان 4: 11) 

 فلنُقدم الشكر لإلهنا العظيم على كل ما يهبه ويمنحه لنا من العطايا وفي الكثير من الأحيان يُعطينا دون أن نسأله مُرتكزين على المقولة الكتابية الرائعة: مُكَلِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، مُتَرَنِّمِينَ وَمُرَتِّلِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ. شَاكِرِينَ كُلَّ حِينٍ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فِي اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، لِلَّهِ وَالآبِ (أفسس 5: 19 – 20)

أبانا السماوي، يا مانح الحياة والفرح الأبدي، إننا نأتي إليك بقلوب ممتلئة بالشكر والعرفان والتسبيح، ننحني أمامك ونشكرك على كل ما منحتنا إياه في حياتنا، ونطلب بركتك وإرادتك الحكيمة في حياتنا، بإسم مخلصنا يسوع المسيح، آمين

Previous
Previous

الرجوع عن الخطيئة

Next
Next

ما هي الصلاة؟