الرجوع عن الخطيئة

بعد صلب وموت ودفن وقيامة وصعود الرب يسوع، تحدَّث بطرس الرسول في الهيكل، وشرح معنى عيد العنصرة، فرجع الناس الذين سمعوه إلى الحق وإلى الرب أقبلوا. وسألوا ماذا يجب أن نفعل؟ فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ (أعمال الرسل ٢: ٣٨)

ما هي التوبة؟ إنه سؤالٌ مُهم، فالناس عامةً لا يسألون "بماذا يجب أن نؤمن؟" بل يتسائلون "ماذا يجب أن نفعل؟" كذلك الحُجاج الذين أتوا للإحتفال بعيد العنصرة هم مؤمنون بالله، ولم يكن الإيمان بالله هو المشكلة، لكن كل ما احتاجوا إلى معرفته هو ماذا يجب أن يفعلوا والجواب كان حاضراً مع بطرس الرسول وهو ضرورة التوبة.

كلمة التوبة كانت واحدة من أولى الكلمات التي قالها يسوع في الإنجيل، والدعوة إلى التوبة دائمة ومستمرة في الكتاب المُقدس. فالتوبة ليست أمراً نفعله مرة واحدة، إنما هي عملٌ دائم ومستمر في حياة المؤمن.

وغالباً ما تكون التوبة جزءاً أساسياً من الخلاص المُتمثل في الإيمان بيسوع. والتوبة هي عمل يقوم به الشخص المؤمن إيمان حقيقي بالله دون النظر إلى المدة التي قضاها في الإيمان. التوبة تعني "الابتعاد عن الخطيئة" وفي الأسفار العبرية نقرأ كلمة "תְּשׁוּבָה - تشوڤا" وهي فعل يعني الرجوع والمقصود هنا الرجوع عن الخطيئة أي التوبة.

الموضوع الأساسي لأعياد الخريف الكتابية هو كلمة "الرجوع عن" أي التوبة، التوبة عن الخطيئة والرجوع إلى الله. الأعياد التي تسبق يوم الكفَّارة (يوم الغفران)، ترتكز على التوبة، والرجوع عن الخطيئة، والعودة إلى الله. ماذا يعني الرجوع إلى الله؟ عندما تعود إلى شيءٍ ما، فهذا يعني أنك تعود إلى المكان الأساسي الذي بدأت منه. عندما نعود إلى الرب، فإننا نعود إلى حضرة الرب، أي أن نكون تحت رعايته وحمايته، ونكون آمنين بين يديه. فقد بدأنا مع الرب في الجنة ومن ثم عصيناه وتركناه "وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ" (تكوين ٣: ٨)

تعني التوبة أن نعترف بسلوكنا الخاطئ، إلى جانب النية الصادقة لتغيير هذا السلوك وفقًا لإرادة الله والعودة إلى حالتنا السابقة مع الرب. في يديه نحن آمنون ومطمئنون، كما قال في سفر يشوع ١: ٥ لاَ أُهْمِلُكَ وَلاَ أَتْرُكُكَ.

التوبة هي عطية لا تصدق من الله لكل واحدٍ منا. وهي تتمثل في القُدرة عندما نكون قد أخطأنا وابتعدنا في طريقنا، وأن نعود إلى يديّ الرب الممتلئة من المحبة والقُدرة والرحمة. فهو رحيمٌ يغفر لمن يدعوه.

Previous
Previous

صلُّوا من أجل سلامة أورشليم

Next
Next

الشُكر في حياة المؤمن