كيف نحتفل بالميلاد؟

من حق كل محتفل أن يفرح بالميلاد، فالعيد هو الشاهد لحدث كبير قد حصل في تاريخ البشرية، كان من شأنه إحداث تغيير أفضل في حياة الناس.

السؤال هو كيف نحتفل وما الذي يشغل فكرنا في عيد الميلاد؟

إذا رجعنا لقصة الميلاد لرأينا صورة متواضعة جداً من أحداث متتابعة، منها زيارة المجوس من أرض المشرق البعيد ليروا الطفل يسوع، قاطعين آلاف الأميال وحاملين معهم هدايا: ذهباً ولباناً ومُراً، وفي كل هدية رمزاً لنبؤةٍ فيه، بوحي الروح القدس، بأمر ما، فالذهب يرمز لكون المسيح ملكاً، واللبان إشارةً لكهنوت المسيح (اللبان هو حبات البخور التي توضع في المجمرة) والمرّ، نوع من العطور، رمز لآلام المسيح، وكل ذلك تجسيد لحياة المسيح على الأرض. من هنا لم تكن الهدايا عشوائية، إنما كانت بفعل الروح القدس وقيادته، فهم علموا أن ملكاً أتى لأرضنا، وليس فقط ملكاً بل كاهناً على رُتبة ملكي صادق، وأن هذا الملك سوف يتألم لأجل خطايا البشر جميعهم. وفي هذا العيد نسأل: ماذا نهدي المسيح؟ لكل من لم يعرفه بعد، فالمسيح يطلب أن نهديه قلوبنا، فنملّكه على حياتنا ليكون هو الكاهن والرب والسيد، وكل ذلك بفضل آلامه وموته وقيامته من الأموات، وبالتالي أعطى البشر، كل البشر، فرصة للتوبة. ولكل من قَبِلَ السيد المسيح في حياته، فالمسيح يطلب منه أن يشاركه قلبه، في الميلاد بالذات، وعلينا ان ننشر خلاص المسيح وسلامه ومحبته لكل من حولنا في عدة طرق: إن كان بكلمةٍ تعزيةً للحزانى، أو بزيارة المرضى، بمساعدة المحتاجين، بمعانقة المجروحين، برسم ابتسامة للمرفوضين، بقبول المنبوذين، بافتقاد اليتامى، وفي كل ذلك بمحبة المسيح الغير مشروطة والغير محدودة.

الأخ عصام عودة

درس الحقوق في الجامعة العبرية ويعمل اليوم كمحام. درس اللاهوت في كلية الجليل بالناصرة وهو عضو وخادم في الكنيسة الإنجيلية المعمدانية في كفرياسيف. كتب العديد من المقالات في عدة مواقع مسيحية

Previous
Previous

أليس هذا صوماً اختاره؟

Next
Next

ميلاد المسيح